إنها حادثة لا يمكن
وصفها بوصف آخر غير قمة التراجيديا. فشابة في كامل زينتها وفي الليلة التي يجب إن
تكون اسعد ليلة في حياتها يلتهمها ضبع في الخلاء. وككل الأساطير والحكايات في
الصحراء يحكي الناس قصة اللالية حكايات مختلفة، لكنهم في كل حكيهم يتفقون على
الأصل: شابة اختفت عن عريسها فالتهمها ضبع في المكان المسي الآن باسمها( اللالية).
هناك أيضا من يقول إن اسمها هو اللادمية وليس اللالية، وفريق ثالث يقول أن هناك
مرتفع يسمى ضلعة اللالية ومرتفع آخر يسمى ضلعة اللادمية وأن الاثنتين هما عروسان
افترستهما الضباع في ليلة عرسهما.
وطبقا للحكاية\
الاسطورة فإن اللالية كانت تعيش مع أهلها قرب ذلك المرتفع، وفي ليلة زفافها قررت –
ككل العرائس- الاختفاء حتى تثبت عفتها ورفضها للعرس وحتى لا يتم القبض عليها من
طرف جماعة العريس بسهولة. حين حل الليل توجهت البنت المذكورة إلى المرتفع لتختفي
ودخلت كهفا صغيرا هناك، لكن من سوء طالعها أن ضبعا جائعا دخل عليها والتهمها. في
الصباح حين لم يعثروا عليها ساروا على خطواتها فلم يجدوا غير بعضا من عظامها. حين
وصل الخبر إلى المخيم تنادى الرجال وبدؤوا يبحثون عن الضبع حتى وجدوه نائما في
مغارة أخرى. عرفوه لأنهم وجدوا على فمه آثار نيلة وحناء فقتلوه.
إن هذه القصة هي شاهد
على أن الفتاة الصحراوية كانت تولي اهتماما كبيرا لعفتها وتدافع عنها بكل الوسائل،
وأنها تستطيع أن تموت من أجل أن تحافظ على عادة أن لا تستسلم للرجل حتى لو كان
زوجها وخطيبها.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء