المرأة الصحراوية: التبراع ( حفلة غناء خاصة بالنساء للتعبير عن المشاعر)( دراسة يتبع)

Resultado de imagen de mujeres saharauisالتبراع هو جلسة غناء وشعر سرية خاصة بالنساء فقط؛ أي لا يشارك فيها ولايعلم بها أي رجل، لكن مع ذلك تُخصص كلية لتعبير عن مشاعرهن اتجاه الرجل.. ومن المتعارف عليه أيضا إن النساء اللاتي يشاركن في التبراع هن في الغالب غير المتزوجات والمطلقات، أما المتزوجات فتقتصر مشاركهن في التبراع على غناء أبيات شعر للتعبير عن مشاعرهن اتجاه أزواجهن.   
وإذا كانت الونكالة هي وليمة للأكل فقط، كما هو متفق عليه عند المجتمع، فإن النساء المشاركات فيها يحولنها في بعض الأحيان إلى جلسة تبراع. وكما يقول الصحراويون وبعض العرب أنه " إذا شبعت الكرش تقول للرأس غني لي " فإن النساء الحاضرات لوليمة الونكالة إذا شبعن من الأكل يستغللن خلوتهن دون رقيب رجالي ويبدأن دندنة الطبول بصوت غير مسموع في انتظار أن تبدأ واحدة منهن في غناء شور( مقطع غنائي) أو تزرك كاف( تنظم بيت شعر). وخوفا من خدش العفة والفضيلة أو من إثارة ما يمكن إن يفضح المرأة  في مجتمع محافظ لا يتم التشبيب بالرجل المقصود ولا ذِكر اسمه في الغناء والشعر مباشرة إنما تتم الإشارة إليه ببعض أوصافه. وفي حالة ما تكون بين الحاضرات من لا خليل لها عليها أن تشارك في التبراع، ولو على سبيل التمني، بالغناء على خليل حتى ولو كان وهميا متخيلا.

في مجمع الطوارق البدوي هناك أيضا حفلات تبراع خاصة بهم. ففي الليالي المقمرة والصافية يستغل الشبان والشابات الطوارق الجو الجميل وضوء القمر فيشعلون نارا كبيرة خارج المخيم ويبدؤون الرقص والغناء مختلطين وفق بعض الضوابط كعدم التعدي وعدم لمس المرأة باليد. في مثل هذه الحفلات يتعارفون ويفرغون الكبت الذي يسببه عدم الاختلاط، وتسمح لهم تقاليدهم أيضا بأن يغنون ويفرغون ما في صدورهم من مشاعر إعجاب نحو الآخر مباشرة.
ولا يحدث التبراع عند الصحراويات في الونكالة فقط، بل قد تذهب النساء إلى مكان آخر قريب من لفريك( المخيم) للتعبير عن مشاعرهن اتجاه الآخر. ومثل الطوارق تماما تستغل النساء الليالي المقمرة والصافية ويأخذن الطبل ويخرجن إلى الكثبان ويبدأن التبراع بأصوات خافتة لا تصل إلى السامع. وحسب بعض المسنات الصحراويات، كان ممنوع على الشبان الذكور- على عكس ما هي الحال في مجتمع الطوارق- حضور جلسات التبراع النسائية، لكن بالمقابل كان الشبان الذكور يتسللون فُرادى ويختفون وراء الكثبان أو الأشجار ليسمعون ما استطاعوا من غناء النساء أو ليختلسون النظر إلى الشابات تحت ضوء القمر أو أمام السنة لهب النار.      

في التبراع لا يُذكر اسم المعني أو المُغنَّى عليه إنما يُكتفى بذكر بعض صفاته.
اغلب "اشوار"( أبيات غناء) التبراع تبدأ بالصلاة على النبي مثل:
لا إله إلا الله        يأخوتي لا إله إلا الله
لا إله إلا الله            صلوا على رسول الله
ثم مباشرة تبدأ المجموعة، كل واحدة على حدة، "تزرك" ( تحكي) شور ( بيت شعري يُغنى) ويبدأ بدوره، في أحيان كثيرة، بكلمة "من زين" ( من جمال ).  هنا نذكر بعض "الأشوار" التالي:
من زين التبسام      يكتل بالتخمام
( من جمال البسمة يقتل بالتفكير فيه)

من زين الشوفة          كيفت يوسوفا
( جميل المنظر مثل يوسف عليه السلام.   

 من زين الصورة   يبغوه الحورى
(من جمال المنظر تحبه حتى الحوريات)       

مُخل جدو مزين خدو    مخل امو مزين فمو
   طوبى لجد أنجبه ما أجمل خده. طوبى لام أنجبته ما أجمل فمه)

 من صابي سيجار يشعلني بالنار
(ليتني كنت سيجارة فيشعلني بالنار)
من صابي طوبة   يكميني في نوبة
( ليتني كنت طوبة ( وسيلة تدخين تقليدية) فيدخنني دفعة واحدة)

                                                                    

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng