إن
مجتمعا كان يقضي أكثر وقته متنقلا ويعيش على ظهور جماله أكثر مما يعيش على الأرض،
تهاجمه الرياح والبرد والحر لابد انه كابد الكثير، خاصة نساؤه. إن أكثر مهام مجتمع
الصحراء، وربما أصعبها، يقع على أكتاف المرأة وحدها. إن الرجل الصحراوي نادرا ما
يعيش في خيمته ومع عائلته، فهو في غياب مستمر في البحث عن الآبار، المراعي والرعي.
إن غياب الرجل يتطلب من المرأة أن تكون إمرأة ورجلا في نفس الوقت، وأن تتحمل ما
تبقى من المسئوليات في الخيمة. والمشكلة انه، بسبب سيادة عقلية قديمة، كان المجتمع
قد قسم المسئوليات بين الرجل والمرأة تقسيما فيه قدر ليس بالقليل من الخطأ وعدم
المساواة. فإذا كان المجتمع قد جعل من نصيب الرجل البحث عن الماء والرعي والغياب
في القوافل، فإنه ترك الباقي للمرأة ( نسج الخيمة والحصير وخياطة اللباس وباقي
شؤون المنزل)، لكن المشكلة في هذا التقسيم الوظيفي أننا يمكن أن نجد في بعض
الأحيان أن المراة يمكن إن ترعى وتبحث عن الماء بينما من المستحيل إن نجد رجلا صحراويا
ينسج الخيمة أو ينسج الحصيرة أو يخيط الملابس.
إن غياب الرجل اليومي
تائها في تلك الصحراء حتم على المرأة البقاء وحيدة في الخيمة طوال اليوم مع
الأطفال. لكن يجب إن لا نتصور إن بقاء المرأة، خاصة إذا كانت بدون بنات، وحيدة في
الخيمة يعني أنها تقضي اليوم تصبغ أظافرها أو تتحنى أو تمشط شعرها. إن عمل المرأة
في الصحراء هو قطعة من الجحيم، لا ينتهي إلا ليبدأ، شاق جدا، ليس فقط لإنه روتيني،
بل بسبب للجهد الذي يبذل فيه. هنا سنتعرض لنوعين من عمل المرأة الصحراوية كنموذجين
فقط لصعوبة المهمة التي تنهض بها في الصحراء الغربية.(يتبع)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء